العلاج النفسي بالألوان: كيف تعيد الألوان رسم مشاعرنا؟
هل تساءلت يومًا لماذا نشعر بالهدوء عند النظر إلى البحر، أو بالدفء حين نحيط أنفسنا باللون البرتقالي؟ الألوان ليست مجرد خلفية لحياتنا؛ إنها لغة غير منطوقة تتواصل مباشرة مع عقلنا الباطن ومشاعرنا. من هنا ظهر ما يُعرف بـ العلاج النفسي بالألوان، حيث يُستخدم طيف الألوان كأداة للشفاء النفسي والطاقي.
الألوان كذبذبات حيّة:
كل لون يحمل طولًا موجيًا وترددًا محددًا. حين تقع أعيننا على اللون، لا نتلقى فقط صورته، بل نتأثر بموجته الطاقية. هذه الموجة تخاطب الجهاز العصبي والمشاعر، فتستطيع تهدئتنا، تنشيطنا، أو حتى إعادة توازننا الداخلية
كيف يؤثر كل لون على نفسيتك وضبط مزاجك ؟
الأزرق: يبعث السكينة، يقلل التوتر، ويعزز التواصل الهادئ.
الأخضر: رمز التوازن والشفاء، يرتبط بالقلب والرحمة.
الأحمر: يوقظ الحماس والطاقة الجسدية، لكنه قد يثير الغضب إذا زاد.
الأصفر: لون التفاؤل والإبداع، يضيء العقل ويحفّز التفكير.
البنفسجي: يعمّق التأمل ويعزز الاتصال بالروح.
البرتقالي: يفتح باب الفرح ويشجع على العلاقات الدافئة.
الألوان كعلاج عملي
في البيئة: اختيار ألوان غرفتنا أو مكتبنا بما يتناغم مع ما نحتاجه. غرفة نوم زرقاء للهدوء، ومكان عمل أصفر لتحفيز الإبداع.
في الملابس: ارتداء لون معين يُعد رسالة للجسد والعقل. مثل ارتداء الأحمر عند الحاجة للطاقة، أو اأخضر في أوقات الشفاء.
في التأمل: تخيل التنفس بلون معين (تنفس أزرق لتهدئة القلق – تنفس ذهبي لتعزيز الثقة).
سر مبتكر: "لوحة المشاعر"
يمكنك ابتكار لوحة ألوان خاصة بك تُسميها خريطة مشاعرك. ضع أمامك ألوانًا مختلفة، ثم اختر ما يعبّر عن حالتك النفسية الآن. بعد ذلك، أضف اللون الذي ترغب أن تنتقل إليه. هذه الممارسة البسيطة تعلّم العقل كيفية التحوّل العاطفي من حالة إلى أخرى بوعي.
وختاما :
الألوان ليست مجرد جمال بصري، بل مفاتيح خفية للروح. عندما نتعلم كيف نستخدمها بوعي، تصبح أداة فعّالة لإعادة التوازن، رفع المزاج، وفتح أبواب الشفاء النفسية
د٠ نوران عليّ بركات

إرسال تعليق